الجمعة، 22 يوليه 2022 - 07:32 م

لعله من حسن الطالع، أن ترفض كل من شركة مدينة نصر للإسكان، وشركة باكين للبويات طلبات الاستحواذ التى تقدمت بها كل من شركة الدار الإماراتية، وشركة سايباد لشراء الكيانين.

وسبب الرفض الذى أعلنته كل شركة على حدة، هو تدنى الأسعار المعروضة، من جانب طالبى الشراء. اللذين أرادا الفوز بصفقة مربحة.

ويبدو أن الموافقة قد تتأجل لحين تحسين الأسعار.

أقول من حسن الطالع، لأن تأجيل الموافقة، ربما يسمح لأعضاء البرلمان بالعودة من الإجازة الصيفية، واستكمال المناقشات التى قد انقطعت، حول تعديلات قانون «حماية المنافسة ومنع الاحتكار» التى تنص على منح جهاز المنافسة، حق  الرقابة المسبقة على عمليات الاستحواذ، وعدم الموافقة، أو ايقاف أى صفقات من شأنها خلق تكتلات، تقيد دخول منافسين جدد، أو تُحدث ضررا على الكيانات القائمة أو تؤثر على أسعار السلع والخدمات.

وبالرغم من أن القانون الحالى لم يعط للجهاز حق وقف عمليات الاستحواذ، إلا أنه قد يكون وراء وقف استحواذ مستشفيات كليوباترا، على أميدا للرعاية الصحية العام الماضى.

بعد أن أرسل لوزارة الصحة، تقريرا بشأن الاضرار المحتملة بعد إتمام الصفقة. وأهمها «خلق كيان احتكارى فى قطاع الصحة، وهيمنة على مستشفيات الدرجتين الأولى والثانية فى القاهرة والجيزة.

مما سيرفع أسعار الخدمات الصحية، المقدمة للدولة بالنظر إلى مشاركة القطاع الخاص، فى منظومة التأمين الصحى الشامل».

والحقيقة أن حماس الجهاز للقيام بمبادرات، هو ذاته ما شجعنى لكى أمعن النظر فى الموقع الرسمى للجهاز، لرصد محاولاته لفرض وجوده على الأرض.

ولكن سرعان ما فتر حماسى بعد أن وجدت أن آخر تقرير سنوى لعام 2019/2020 وفيه الكثير الذى كان يستوجب استكماله.

لعله يعطى رسالة إيجابية للسوق، بأن الجهاز يتابع الصفقات بعد تنفيذها، حتى لا تخرق التزاماتها التى حصلت على الموافقة بمقتضاها مثل ما تم فى 2019 من الموافقة على عملية الاندماج بين أوبر وكريم.

وما جاء فى التقرير من أن «الجهاز سيقوم بمراجعة الالتزامات، التى تم الموافقة عليها كل سنتين». وقد انقضت السنتان.

دون أن نعرف ما هى الالتزامات، وما إذا كان الجهاز قد تحقق منها. المواطن من حقه معرفة كيف يحميه القانون من أشرار السوق أولا بأول، أو حتى سنة بسنة.